🔺 *نُقْطـةُ نظـامٍ:*
ظاهرةٌ صحيّةٌ أنْ تَجدَ الدُّعاةَ يَتسابقونَ في نَقْدِ أيِّ *حَدثٍ ظَاهرٍ* يُخالفُ الدِّينَ والقِيمَ، وهذا مصْداقٌ لقَول الله تَعالى: *{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ ۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ}* [آل عمران:104].
ولكنَّ الأمْرَ غيرَ الصِّحي أنْ يكونَ هَذا النَقدُ مُجردَ ردةِ فعلٍ لا يَنْبني عليْها عَملٌ، ثُم يَعُودونَ إلى حَالةِ السُكونِ، وهَكذا دَواليك.
📍 *تَصْحِيحُ المَسَار:*
إنَّ الحِرَاكَ الدَّعَويَّ الدَّائمَ، والتواجُدَ الفعَّال في جَميعِ المَيادينِ سَواءٌ بينَ الرَّعيَّة أو المَسؤُولين، لا يَدعُ مجالاً لوجودِ أيّ تَجاوزٍ مِنْ شَأنهِ أنْ يَعبثَ بالقِيَم -إلَّا مَا نَدَر-.
ولكِنْ حِينَما تُصْبحُ *الصُّورةُ الذِّهنيةُ* لَدى البَعْضِ أنَّ الدُّعاةَ تِلك عَادَتُهم، *(نقدٌ عَنْ بُعدٍ)* وفِي المَيدانِ يَلعبُ غَيرهُم، فَالنتيجةُ حَتمًا سَتكُونُ سَلبيةً.
⚖️ *إنْصـافٌ:*
إنَّ حَالةَ التَدافُعِ بيْن الخَيْرِ والشِّرِ، والحَقِ والبَاطلِ قائمةٌ إلى يومِ القِيامَة، وإنَّ تَنبيهاتِ الدُّعاةِ المُسْتَمرةَ وانْتِقَادَاتِهم لأيّ *حَدثٍ ظَاهرٍ أو بَاطنٍ* يُخالفُ الدِّينَ والقِيَم، مُهِمَةٌ جدًا، فَهي بِمنزلةِ نَواقِيسِ الخَطرِ التِي تَدُقُ حِينَما يُصابُ النَّاسُ بالغَفْلةِ، وَهي شَكلٌ مِنْ أشْكَالِ الإصْلاحِ والسَّعي إلى التَغْيير.
ولا شَكَّ أنَّ هُنَاك مِنَ الدُّعاةِ مَنْ تَتَغبرُ أقْدامُهُم وهمْ يَسعونَ بينَ النَّاسِ آمِرينَ بالمَعروفِ وناهِينَ عَنْ المُنْكرِ وهَؤلاءِ يَتَمَثَّل فِيهمْ قَولُ رَسُولِ الله ﷺ: *«.. هُمُ الذِينَ يُصلِحونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ سُنَّتي»* [حديث صحيح].
🚩 *خِتامـًا:*
دعوةٌ مِنْ صَاحبِ قَلبٍ مَلدُوغٍ إلى *المُؤسَسَاتِ الرِّساليَّة*: ضَرورةُ التَّفْكِيرِ بِعُمقٍ لوَضعِ رُؤيةٍ واضحةٍ، تَمْتازُ بالحكْمةِ والمَنْهَجيةِ والفَهْمِ الدَّقيقِ، واسْتثمارِ طَاقاتِ جَميعِ الدُّعاةِ في رَسْمِ مَعالمِها، والبِدءِ بِخُطى ثَابِتة، والابتِعَادِ كُلَّ البُعدِ عَن العَشوائيةِ وَرداتِ الأفْعالِ، مَعَ الحُضُورِ الدَّائمِ في جَميعِ تَفاصيلِ الحَياةِ، *فأنتمُ مِلحُ البَلدِ مَنْ يُصلِحُ الملحَ إذا المِلحُ فَسَد؟!*
📝 *وكتبـه:*
أ. وفا محمود عيّاد | «أبو محمود».
الأربعاء - 4. صفر 1444هـ، الموافق: 2022/8/31م