رسائل الأوقاف لمواجهة وباء كورون
الرسالة العاشرة: «قُبح التشاؤم من مرضى كورونا، والاستهزاء بالمرضى أو بالمرض».
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
فنهت الشريعة الإسلامية عن التشاؤم والتطير، فقد قال النبي ﷺ فيما روى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ -رضي الله عنه-: «لاَ عَدْوَى وَلاَ طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالُوا: وَمَا الْفَأْل؟ُ قَالَ: كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ» [رواه البخاري].
وأخبر الله -سبحانه وتعالى- أن التطير من سمت المشركين، قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف:131].
والتشاؤم ينفي التوحيد والإيمان بالله تعالى، فعلى المسلم أن يعلق قلبه بالله، وليعلم أنه لا يحصل شيء إلا بإرادته سبحانه وتعالى.
فلا يجوز التشاؤم من مرضى كورونا، فإن ذلك يؤثر على نفسياتهم، بل يجب الوقوف لجنبهم ومساعدتهم وعائلاتهم، حتى يقف الله معنا ويخفف عنا.
ولا تجوز السخرية من المرضى، قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} [الحجرات:11].
️وعلى المسلم أن يحفظ لسانه، ويكفه عما لا ينفعه، فعَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ» [رواه أحمد بسند صحيح].
ولا يجوز- كذلك- الاستهزاء بالمرض والسخرية منه، والواجب على المسلم في مثل هذه الأحوال أن يتقرب إلى الله، وأن يتضرع إليه، قال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 43].
واللهَ أسأل أن يخفف عنا، وأن يرفع عنا البلاء والوباء، إنه نعم المولى ونعم النصير.
وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
بقلم: فضيلة الشيخ د. عبد الباري محمد خلة.
مع تحيات | الإدارة العامة للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
الخميس: 15. محرم 1442 هـ/ الموافق: 2020/9/3 م