رسائل الأوقاف لمواجهة وباء كورونا..
الرسالة السابعة عشرة: «من أحكام الوضوء والصلاة لمن يقوم على معالجة مرضى فيروس كورونا».
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
يسأل الإخوة القائمون على معالجة مرضى "فيروس كورونا" عن "أحكام الطهارة والصلاة أثناء عملهم"، ومن أجل هذا تم التواصل مع د. مجدي ضهير؛ نائب مدير عام الرعاية الأولية، ورئيس اللجنة الاستشارية لمواجهة فيروس كورونا في وزارة الصحة بغزة؛ لمعرفة طبيعة عمل الأطقم الطبية العاملة في ميدان معالجة مرضى كورونا..
وفي ضوء ما أفادنا به، أستطيع تحبير الفتوى التالية المتعلقة بالوضوء والصلاة، وذلك على التفصيل التالي:
أولاً: إن الطبيب أو الممرض الذي يقوم على علاج مرضى كورونا في الأقسام، باستثناء قسم العناية المكثفة، يستطيع أن يتوضأ ويصلي؛ لأنه لا يرتدي الملابس الخاصة بكورونا إلا ساعة أو ساعتين أثناء مروره على المرضى، وليس طيلة الوقت.
ثانياً: أما الطبيب أو الممرض الذي يعمل في قسم العناية المكثفة، فإنه يبقى بملابس كورونا طيلة الوقت، وهذا الذي يمكن أن يكون له وضع خاص بالنسبة للوضوء والصلاة؛ وذلك على النحو التالي:
1. إذا كان الطبيب أو الممرض الذي يعمل في قسم العناية المكثفة متوضئاً، فإنه يجوز له أن يصلي بتلك الملابس، ولا حرج.
2. إذا انتقض وضوء مرتدي ملابس كورونا أثناء العمل في قسم العناية المكثفة، فإن حكمَه يختلف باختلاف وقت العمل الذي هو فيه، والذي هو على ثلاث فترات، وبيانه كالتالي:
(أ) إذا كان عاملاً في الفترة الأولى؛ وهي من الساعة الثامنة صباحاً، وحتى الساعة الرابعة عصراً، ولم يتمكن من الوضوء مطلقاً، فإنه يؤخِّرُ صلاة الظهر بنية جمع التأخير مع صلاة العصر؛ فيصليهما معاً في وقت العصر.
(ب) من كان يدخلُ عَمَلَه في الفترة الثانية؛ وهي من الساعة الرابعة عصراً، وحتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، فإنه يرتدي ملابس كورونا بعد أن يتوضأ، فإذا دخل وقت صلاة العصر صَلاَّها أول وقتها، ولا وجه للقول بجواز جمع العصر مع الظهر تقديماً في هذه الحالة؛ لأنه لم يدخل في السبب المبيح للجمع بين الصلاتين.
وكذا يصنع بصلاة المغرب؛ فيصليها أول وقتها؛ فإن انتقض وضوؤه قبل أن يصليها، ولم يتمكن من الوضوء مطلقاً، فإنه يؤخِّرُ صلاة المغرب بنية جمع التأخير مع صلاة العشاء؛ فيصليهما معاً بعد انتهاء فترة عمله.
(ج) وأما من كان منهم يعمل في الفترة الثالثة؛ وهي من الساعة الثانية عشرة ليلاً، وحتى الساعة الثامنة صباحاً، فإنَّ له حالتين:
◾️ الحالة الأولى:
أن يتنقض وضوؤه بما لا يلزم معه خلعُ الملابس؛ كخروج الريح، ولم يتمكن أن يتطهر لصلاة الفجر، فإنه يسقط عنه شرط الوضوء للعجز، وعدم القدرة، وينتقل حينها إلى بَدَلِهِ؛ وهو التيمم، ولو من فوق ملابسه الخاصة، وذلك أضعف الإيمان.
◾️ الحالة الثانية:
أن يتنقض وضوؤه بما يلزم له خلع الملابس؛ كحاجته إلى التبول أو التبرز، وحينها سيكون مضطراً لاستخلاف من ينوب عنه عند المريض؛ ليخرج لقضاء حاجته؛ لأنه سيكون محتاجاً حينها لِمُغادرة القسم بالكلية؛ لأنه مكانٌ موبوء، وخَلْعِ ملابس كورونا كلِّها، وإذا أراد أن يعود فإنه يرتدي ملابس جديدة، وحينها يجب عليه أن يتوضأ استعداداً لصلاة الفجر، حتى لا يدخل وقتها وهو على غير طهارة.
هذا والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم.
كتبه الشيخ/ إحسان إبراهيم عاشور
مفتي محافظة خان يونس.
مع تحيات|
الإدارة العامة للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف.
الاثنين: 26. محرم 1442 هـ
الموافق: 2020/9/14 م